روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 2

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 2


  معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 2
     عدد مرات المشاهدة: 2143        عدد مرات الإرسال: 0

أولا= التعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم:

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، سيد الأولين والآخرين، وخاتم النبيين، صلوات الله وتسليماته عليه، عن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» مسلم: الفضائل 2276.

ولد في مكة سنه 570م، وتوفي في المدينة وهو في الثالثة والستين من عمره، ودفن في بيت عائشة رضي الله عنها.

ثانيا= لمن أُرسل؟

أرسل صلى الله عليه وسلم إلى قوم يعبدون الأصنام، وعندما هاجر إلى المدينة توسعت فئة المخاطبين لتشمل أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وتميزت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إنها الرسالة الخاتمة لكل الناس، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158]. وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، وقال: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب:40]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» مسلم 153.

وقد كان الناس على التوحيد منذ أن رفع إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام القواعد من البيت، ثم خلفت من بعدهم خلوف غيروا وبدلوا.

ثالثا= الشرك في جزيرة العرب:

ابتليت الأمة العربية بتخلف ديني شديد، ووثنية سخيفة لا مثيل لها، وإنحرافات خلقية وإجتماعية، وفوضى سياسية وتشريعية، ومن ثم قلَّ شأنهم وصاروا يعيشون على هامش التاريخ، ولا يتعدون في أحسن الأحوال أن يكونوا تابعين للدولة الفارسية أو الرومانية، وقد امتلأت قلوبهم بتعظيم تراث الآباء والأجداد وإتباع ما كانوا عليه مهما يكن فيه من الزيغ والإنحراف والضلال، ومن ثم عبدوا الأصنام، فكان لكل قبيلة صنم، فكان لهذيل بن مدركة: سواع، ولكلب: ود، ولمذحج: يغوث، ولخيوان: يعوق، ولحمير: نسر، وكانت خزاعة وقريش تعبد إسافًا ونائلة، وكانت مناة على ساحل البحر تعظمها العرب كافة والأوس والخزرج خاصة، وكانت اللات في ثقيف، وكانت العزى فوق ذات عرق، وكانت أعظم الأصنام عند قريش.

وإلى جانب هذه الأصنام الرئيسة يوجد عدد لا يحصى من الأصنام الصغيرة والتي يسهل نقلها في أسفارهم ووضعها في بيوتهم، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي رجاء العُطاردي قال: كنا نعبد الحجر، فإذا وجدنا حجرا آخر هو أخيرُ منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جُثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به، صحيح البخاري، كتاب المغازي، وفد بني حنيفة 5/119.

وقد حالت هذه الوثنية السخيفة بين العرب وبين ومعرفة الله وتعظيمه وتوقيره والإيمان به، وباليوم الآخر، وإن زعموا أنها لا تعدو أن تكون وسائط بينهم وبين الله، وقد هيمنت هذه الآلهة المزعومة على قلوبهم وأعمالهم وتصرفاتهم، وجميع جوانب حياتهم، وضعف توقير الله في نفوسهم، قال تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام:36].

أما البقية الباقية من دين إبراهيم عليه السلام فقد أصابها التحريف والتغيير والتبديل، فصار الحج موسما للمفاخرة والمنافرة والمباهاة، وإنحرفت بقايا المعتقدات الحنيفية عن حقيقتها، وألصق بها من الخرافات والأساطير الشيء الكثير.

وكان يوجد بعض الأفراد من الحنفاء الذين يرفضون عبادة الأصنام، وما يتعلق بها من الأحكام والنحائر وغيرها، ومن هؤلاء زيد بن عمرو بن نفيل، وكان لا يذبح للأنصاب، ولا يأكل الميتة والدم، وممن كان يدين بشريعة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، قُس بن ساعدة الإيادي، فقد كان خطيبًا حكيمًا عاقلاً، له نباهة وفضل، وكان يدعو إلى توحيد الله وعبادته، وترك عبادة الأوثان، كما كان يؤمن بالبعث بعد الموت، وقد بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أبو نعيم في دلائل النبوة عن ابن عباس قال: إن قس بن ساعدة كان يخطب قومه في سوق عكاظ فقال في خطبته: سيُعلم حقٌّ من هذا الوجه، وأشار بيده إلى مكة، قالوا: وما هذا الحق؟ قال: رجل من ولد لؤي بن غالب يدعوكم إلى كلمة الإخلاص، وعيش الأبد، ونعيم لا ينفد، فإن دعاكم فأجيبوه، ولو علمت أني أعيش إلى مبعثه لكنت أول من يسعى إليه وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومات قبل البعثة.

ومما كان ينشده من شعره:

في الذاهبين الأولين *** من القرون لنا بصائر

لما رأيت مواردا *** للموت ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها *** يمضي الأصاغر والأكابر

لا يرجع الماضي إليّ *** ولا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالة *** حيث صار القوم صائر.

وكان بعض العرب قد تنصر، وبعضهم دخل في اليهودية، أما الأغلبية فكانت تعبد الأوثان والأصنام.

المصدر: اللجنة العلمية لموقع دعوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.